حتى إن آمنت فأنت مشرك بأعمالك !؟
تحية حب وسلام للجميع ...
في بادئ الأمر يجب تبيان الشرك بمعنييه المقصودان والمستهدفان في هذا المقال :
الشرك الظاهر وهو الأشراك بالله الأشراك اتخاذ مع الله إله وطاعته ،
أما الأشراك الباطني او الضمني او الخفي وهو طاعة غير الله مع طاعة الله في الأنصياع لغير اوامر الله كما سنقدم لكم عدة امثلة لتبيان الغرض المراد :
ورد هذا الحديث عن أَبي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ رضي الله عنه قَالَ:(خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ،فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ،فَقَالَ لَهُ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ:وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ:قُولُوا اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُه)رواه أحمد والطبراني في الأوسط وابن أبي شيبة. وحسنه العلامة الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
هنا يتبين ان الشرك الخفي هو اعمال او اقوال نتداولها ونمارسها ولكننا لا نعلم بأن الشرك تسلل إلينا كسيلان زبد البحر مسللاً بكامل سكينته ووقاره ،
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاةٍ سوداء في ظلمة الليل) رواه الحكيم الترمذي وأحمد،وأبو يعلى بنحوه، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع.
ومعنى قول النبي :(أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ)أي أخفى من الصوت الذي تحدثه النملةُ عند مشيها على الصخرة الصماء.والمراد أن الشرك الخفي بأنواعه المختلفة يتسلل إلى الانسان بشكلٍ خفي جداً كدبيب النملة الخفي،فقد يقع الانسانُ مثلاً في الرياء دون أن يدري ودون أن يشعر به أصلاً.
هنا يتضح انه خفي لدرجة عميقة جداً متسللاً لذواتنا وناخراً لأيماننا وتوحيدنا لو تمعنا اكثر في تفاصيل تلكم الأعمال التي تسمى شركاً خفياً لننتقل للقرآن اولاً :
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}
سورة الأنعام الآية 151.
الأية تجل لنا كل او ترسم مساراً اساسياً للمعنى الضمني للشرك الشرك الذي هو اخفى من ان يوصف للعيان ويشار بالبنان تلكم المعالم لذلك الشرك خفية مغيبة حتى عن صاحبها ومنها بر الوالدين فخلافه شرك خفي قتل الأولاد بأي مسمى كان وإن كان منع اكتمالهم في الرحم خوف الفقر هو شرك ضمني كما أشارت واشادت بذلك الأية اعلاه .
الفواحش من قول او فعل او زنا او اي مضمون فحشي او اي رغبة جنسية او مسبة جنسية او اي من هذه هي شرك خفي شرك بلله
قتل النفس من الشرك الذي اشير له في الأية في مضمون ومكنون الأية فالعمل اصرح من الأعمال
(1)شرك ظاهر، وهو: ألفاظ وأفعال:فالألفاظ: كالحلف بغير الله، وقول:ما شاء الله وشئت، أو لولا الله وأنت، أو هذا من الله ومنك، أو هذا من بركات الله وبركاتك ونحو ذلك. والصواب أن يقول: ما شاء الله وحده أو ما شاء الله ثم شئت،ولولا الله وحده، أو لولا الله ثم أنت، وهذا من الله وحده، أو هذا من الله ثم منك.
والأفعال:مثل: لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعه، وتعليق التمائم خوفًا من العين أو الجن.
(2)شركٌ خفيُّ وهو الشرك في الإرادات، والنيات، والمقاصد، وهو نوعان:الأول:الرياء، والسمعة، والرياء:إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها، فيحمدوه عليها، والفرق بين الرياء والسمعة:أن الرياء لِمَا يُرى من العمل:كالصلاة، والصدقة، والحج، والجهاد، والسمعة لِمَا يسمع: كقراءة القرآن، والوعظ، والذكر، ويدخل في ذلك تحدث الإنسان عن أعماله وإخباره بها.
قال تعالى:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} سورة إبراهيم الآية 35،وقد قال الله سبحانه وتعالى لنبيه في بيان عظم الشرك:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}سورة الزمر الآية 65، فالنبي إبراهيم هو نبي منزه في الفكر الأسلامي منزهٌ من الوقوع في الشرك، بل ومعصومٌ عن الوقوع في الكبائر التي هي أقلُّ من الشرك،وما ذلك إلا لبيان خطورته وعظم أمره،وقد قال النبي مخاطباً أصحابَهُ :(أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا:وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟!قال:الرياء).
هذه رؤوس اسطر لمضمون اعمق لفكرة اجلُ من ما سطر اعلاه مفادها كل عمل خطأ غير صائب هو شرك خفي او اي انصياع لفكر يخالف الفكر الديني او الله هو شرك كما لو انك استمعت لكلام فاجر او كلام لص او اتبعت خبيث او انصت لأي ما لا يمت للخير بصلة كما في الحديث :
عن أبي جعفر الأمام الباقر قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان.
فكل التحركات والأقوال والأسماع مرهونة بإيمانك فكل عمل شين تقوم به حتى وإن كنت بأوج لحظاته فأنت مشرك بالمضمون الفعلي كما بيناه اعلاه فكم من المسلمين لم يقع بالشرك الخفي !؟
كم من المؤمنين المسلمين لم يقع في مضمون اعماله بالشرك نحن نشهد ان الدين اصبح مظاهر وسمعة وتفاخر من منهم لم يستغيب او يرائي ؟!
من منهم لم يستمع لشياطين الأنس من سياسيين ورجال دبن يحثوا على القتل لأسباب تافهة قومية او طائفية او عقدية ؟
اغلبكم وقعتم بالشرك الخفي بمضامين اعمالكم حتى اعمالكم الصالحة مفعمة بالمضمون الشركي
هذا البحث ليس اعتقادي بالدين او الروايات او المضامين اعلاه إنما كلام يراد به مراجعة انفسكم يا احبائي بأنكم الوحيدين المؤمنين وانكم احباب الله ولنكم اهل الجنة حين لا تملك كل تلك الأخطاء التي هي مضامين شركية حينها يمكنك ان تسمي نفسك مؤمناً ،
رغم كل هذه الأخطاء والشرك تجد من يدعي تمثيله لله ويرمي الناس بالوعود الجهنمية احب ان اقول له انك انت وغيرك جميعاً في الجحيم بدليل قرآنك واحاديث نبيك
لا اهلاً ولا مرحباً بكم في جهنمنا جهنم المتمردين ،
حسين سامي (حسين الطاقي )
٨/٤/٢٠٢٠ يوم الأربعاء
تعليقات
إرسال تعليق